الشيخ حيدر رمضان آداب الحوار وقواعد الاختلاف-....... الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين,وخاتم النبيين,ورحمة الله للعالمين,سيدنا ومولانا محمد,النبي الأمي الأمين,وعلي آله وصحبه أجمعين.........................وبعد...........................فلق...د ابتلي العالم الإسلامي بفتن كثيرة ، وتعددت مسمياتها ، وأطلقوا عليها : (أصولية - تطرف - إرهاب ... وغيرها) . إلا أنها كلها تعبر عن مفهوم واحد هو : الغلو والتفسير الناقص للنصوص ، وإطلاق هذه التسميات على ا لمؤمنين دون بصيرة وروية ، فاستسهل أقوام قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل في أمور خلافية ليست محلا لأي من هذه الأوصاف ، بل ليست محلا للتخطئة والتجهيل ، فكيف بالتبديع والتكفير ؟ !! . إذ أن الكثير من هذه الأمور الخلافية سبقهم إليها أئمة من ذوي الروا ية والروية ، ولا ينبغي أن يعيب مقلد على مقلد ولا مجتهد على مجتهد . ذلك أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود . وإن الداء الأكبر الذي استشرى في زماننا ، وأدى إلى ظهور كل هذه التناقضات هو غياب فريضة الحوار التي أرى أنها أولى الأولويات وأهم المهمات . فقواعد الحوار والاختلاف وضوابطه هي العاصم للمتحاورين من الغلو وشتم الآخرين إن كان الحق هو الرائد والمطلوب . أما إذا كان الخلاف انتصارا لأهواء سياسية وتعصبا أعمى ، فهذا أمر لا ينفع معه قواعد ولا ضوابط ، إذ إن الهوى ليس له ضوابط ولا موازين ، ولذلك حذرنا المولى عز وجل من اتباع الهوى فقال سبحانه وتعالى : (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) [القصص [٥٠ : إن البناء الفقهي الإسلامي العظيم لم ينشأ من فراغ ، وإنما نشأ عن مناهج وأسس وضوابط وموازين علمية دقيقة اتبعها أصحاب المذاهب في الاستنباط والاستخراج . لذلك فإن غياب هذه الأسس والمناهج في الحوار والاختلاف أوقعنا فيما نحن فيه . ولا أحسب أن هذه الموضوعات نالت حظا وافرا من الاهتمام والتعليم سواء في المدارس أو الجامعات ، مما جعل حوار المتعلمين كحوار الطرشان ، ونشأ عن ذلك ما نراه اليوم من فتن وتيارات مختلفة متنافرة ، فقد يختلفون حيث لا اختلاف ، وقد ينزلقون وهم يعتقدون أنهم مصلحون ، وإنما هم في الواقع يفسدون ، كما قال الله تعالى في أمثالهم : (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا : إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) [البقرة : 11] سدد الله القول ، وأصلح النية ، وحقق الآمال ، والحمد لله في البدء والختام ، وصلى اللهم وسلم وزد وبارك وتحنن وتكرم علي أشرف خلقك وسيد أنبيائك وخاتم رسلك سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين.............وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين.