إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد،
فهذه [معجزات وأسرار ماء زمزم] وقبل الخوض في ماء زمزم وما له من أسرار وفضائل لابد أن نتذكر الابتلاء الذي ابتليَ به سيدنا إبراهيم وزوجته هاجر وابنهما الرضيع، حين تركهما بمكة بأرض ليس فيها طعام ولا ماء، ولكن زوجته هاجر عندما علمت أن هذا الأمر من عند الله سلمت أمرها له وقالت: إذاً لا يضيعنا الله، ومن هنا كافأها الله بأن نبع الماء من تحت قدم ابنها إسماعيل، فصارت معجزة خالدة إلى يومنا هذا.
أما عن مياه زمزم فلها من الأسرار والفضائل مالها، فهي التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: (إنها مباركة، إنها طعام طعم، وشفاء سقم).
وقال عنها أيضاً: (ماء زمزم لما شرب له) فعندما يشرب الإنسان من ماء زمزم ويسمي حاجته كما فعل كثير من العلماء كالخليل بن أحمد الفراهيدي عندما شرب من ماء زمزم سأل الله أن يرزقه علماً لم يسبقه إليه أحد فكان واضع علم العروض.
ولماء زمزم فوائد كثيرة في علاج كثير من الأمراض سوف نستعرض لها ويوجد في هذا الكتاب بعد الشواهد والأمثلة على ذلك.
وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والله الهادي على سواء السبيل.