من مفاتيح تدبر القرآن:
قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]
ما هو الأفضل قراءة القرآن دون تدبر أم قراءته بتدبر ؟
لا يشك عاقل في أن الأفضلية هي لقراءة القرآن بتدبر, أن نستشعر بخطاب الله في كل آية وأنها موجها إلينا.
فإذا كان الهدف من قراءة القرآن هو تحصيل الحسنات فقط لبحثنا عن أعمال أخرى أكثر ثوابًا منه, ولا يستغرق أداؤها وقتًا طويلاً كالتسبيح مثلاً، ولكن أمر القرآن غير ذلك, فلقد أنزله الله ليكون وسيلة للهداية والتغيير, ويكون الأجر والثواب المترتب على قراءته حافز يشحذ همة المسلم لكي يقبل على القرآن, فينتفع من خلال هذا الإقبال بالإيمان المتولد من الفهم والتدبر.
ومثال ذلك: الأب الذي يُحفِّز ابنه على مذاكرة دروسه من خلال رصد الجوائز له يقينًا إن هدفه من خلال رصده لهذه الجوائز هو انتفاع ابنه بالمذاكرة،وليس مقصده مجرد جلوسه أمام الكتاب دون مذاكرة حقيقية.
وتكون ثمرة التدبر:
أن القراءة الهادئة المرتلة بفهم وتأثر تزيد الإيمان، وتولد الطاقة والقوة الدافعة للقيام بالأعمال الصالحة، فيترتب على القيام بهذه الأعمال الأجر والثواب الكبير، وهذا لا يحدث مع القراءة السريعة... قراءة الحنجرة فقط.
فابالله عليك أيهما أحب إلى الله؟!
أن نقرأ القرآن كثيرًا، بألسنتنا فقط دون تفهم لخطابه، ولا نتجاوب معه، أم القراءة الهادئة المرتلة التي يفهم من خلالها القارئ مراد الله من خطابه ويتأثر به.
يقول ابن القيم:
لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر.
اللهم اجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته ، ويتدبره حق تدبره.